Friday, July 4, 2014

كأس العالم: أمريكا..والأجيال الذهبية

 أمريكا..والأجيال الذهبية


قبل الحديث عن كأس العالم 1994، نتحدث عما سبق هذا المونديال عن اللاعب الذي أشغل العالم عامي 92 و93 والذي حاز على الكرة الذهبية عام 1993 كأفضل لاعب في أوروبا والعالم، إنه نجم يوفينتوس والمنتخب الإيطالي روبيتو باجيو، الذي حقق البطولات المحلية والأوروبية مع يوفينتوس، فكان لزاما أن تسلط الأضواء عليه في كأس العالم لعله ينجز المأمول منه.
روبي باجيو

بطولة كأس العالم الخامسة عشر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، بطولة المفاجآت والأجيال الذهبية لمنتخبات عديدة أو هي خلاصة جيل شارف على الرحيل، هذه البطولة شهدت مشاركة 24 فريقا للمرة الأخيرة قبل تطبيق مشاركة 32 فريقا في البطولة المقبلة في فرنسا 1998، فقط منتخب وحيد يشارك للمرة الأولى في تاريخه إنه المنتخب السعودي، في هذه النسخة من كأس العالم عادت النرويج بعد 56 عاما من الغياب وهي أطول فترة غياب بين مشاركتين.
المنتخب الأمريكي

هذه البطولة شهدت خروج منتخب كولومبيا مبكرا من الدور الأول، كولومبيا التي كانت أحد المرشحين للعبور إلى الأدوار النهائية وربما اللقب كما في ترشيحات الأسطورة البرازيلية بيليه، لما شاهده من إماكنيات كولومبيا في تصفيات كأس العالم، كما ظهرت في هذه البطولة أجيال ذهبية لمنتخبات السويد وبلغاريا والسعودية ونيجيريا ورومانيا التي تصدرت مجموعتها على حساب سويسرا وأمريكا (تأهلت ثالثا) فيما أقصيت كولومبيا بعد أداء هزيل.

لكن حدث ما حصل بعد أقل من أسبوعين هز كولومبيا وأرجاء البطولة، لنعد إلى الوراء فقد خسرت كولومبيا من أمريكا في دور المجموعات 2-1 وكان الهدف الأول الأمريكي بإمضاء المدافع الكولومبي أندريس إسكوبار عن طريق الخطأ، هذا الهدف كان ثمنه غاليا وسدد إسكوبار هذا الثمن بتلقيه 12 طلقة نارية في أرجاء جسده على يد عصابات المافيا الكولومبية.
أندريس إسكوبار متحسرا على الهدف الذي أحرزه في مرمى منتخبه
الأرجنتين بقيادة مارادونا واجهت ثلاثة أجيال ذهبية، إثنان منها في دور المجموعات الأول نيجيريا بقيادة رشيدي ياكيني (رحمه الله) وانتصرت عليه بشق الأنفس، وبلغاريا بقيادة خريستو ستويشكوف التي خسرت أمامهم بعد إخفاض في المعنويات بعد قرار إيقاف دييجو مارادونا عن البطولة بسبب تعاطيه المنشطات، وتأهلت كثالث المجموعة خلف نيجيريا ورومانيا برصيد 6 نقاط للجميع، وتذيلت اليونان المجموعة، لكن الأرجنتين لم تلبث بعيدا حتى خرجت في الدور الثاني أمام الجيل الذهبي لرومانيا بقيادة جايورجي هاجي، لكن كان مقدرا للإنجازات الرومانية أن تتوقف أمام جيل ذهبي آخر للسويد بركلات الترجيح في الدور ربع النهائي.
القائد الروماني جايورجي هاجي

قبل ذلك في الدور الـ 16 المنتخب السويدي يفوز بنتيجة 3-1 على المنتخب السعودي الذي نجح في المشاركة الأولى بعد أن حل ثاني المجموعة خلف هولندا ومن خلفهم بلجيكا بنفس الرصيد للجميع 6 نقاط، ليصبح أول منتخب عربي يتأهل للدور الثاني، لكن المنتخب السعودي غادر البطولة وقد ترك بصمتين لن ينساهما تاريخ المونديال هدف فهد الغشيان في السويد، وهدف سعيد العويران في مرمى بلجيكا الذي يعد ثاني أجمل هدف في تاريخ كأس العالم بعد هدف مارادونا على انجلترا عام 1986.
سعيد العويران


المنتخب البرازيلي وبعيدا عن الاستعراض وبالواقعية يعيش في أحسن حالاته بقيادة الثنائي روماريو وبيبيتو فتغلبوا على كل من يقف أمامهم في دور ثمن النهائي امام أمريكا ثم في ربع النهائي على هولندا ثم في نصف النهائي السويد وبركلات الترجيح.
روماريو وبيبيتو ومازينهو
منتخب إيطاليا بدأ بداية هزيلة وتأهل كثالث مجموعته خلف المكسيك وإيرلندا، ثم بدأ النسق في الارتفاع تدريجيا. في ثمن النهائي تواجه إيطاليا نيجيريا المغمورة كرويا، كانت الترشيحات تصب لصالح إيطاليا لكن انتهى الشوط الأول بهدف إيمانويل أمونيكي (د26)، في الشوط الثاني واصل الإيطاليون الكفاح رغم النقص العددي بعد طرد البديل جانفرانكو زولا، حتى جاء الإنقاذ بعد تمريرة روبيرتو موسي إلى روبيرتو باجيو الذي يودعها على يمين المرمى النيجيري في الدقيقة 88، كان هذا الهدف الأول لباجيو في البطولة، في الأشواط الإضافية واصل الإيطاليون الضغط وكأنهم يلعبون دون أي نقص، ليسجل باجيو الهدف الثاني بركلة جزاء بعد إعاقة بيناريفو أمام المرمى في الدقيقة 102.
باجيو أعاد إيطاليا إلى المسار الصحيح

تأهل بشق الأنفس للطليان حتى في ربع النهائي أمام أسبانيا، كادت الدقائق التسعين ان تنتهي بالتعادل 1-1، إلا أن باجيو أنقذ الطليان في الدقيقة 87 بعد مراوغة الحارس الأسباني زوبيزاريتا. وفي نصف النهائي فازت إيطاليا على بلغاريا 2-1 بتوقيع باجيو الذي أصيب في تلك المباراة.
باجيو يراوغ زوبيزاريتا الحارس الكاتالوني

أقيم نهائي كأس العالم 1994 في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا في استاد روز بول وبحضور حوالي 94 ألف متفرج، أضاع المنتخبين العديد من الفرص المحققة، روماريو وبيبيتو من طرف البرازيل وباجيو الذي كان يعاني من الإصابة وماسارو من طرف إيطاليا لتنتهي الأشواط الاصلية والإضافية بالتعادل السلبي لأول مرة في تاريخ نهائيات كأس العالم، ليحتكم المنتخبين لركلات الترجيح. البرازيل تفوز بعد ان أضاعت إيطاليا ثلاثة ركلات من أصل خمسة، وتتوج باللقب الرابع في تاريخها، وسط ذهول وبكاء الطليان من الركلة الأخيرة التي أضاعها روبيرتو باجيو الذي طأطأ رأسه معلنا نهاية حلمه وحلم إيطاليا.
صورة علوية لإضاعة باجيو الحلم

روماريو بطل البرازيل

No comments:

Post a Comment